أقصانا ولا هيكل لهم

أهلا وسهلا بك في منتدى "أقصانا ولا هيكل لهم"
نرجو أن نستفيد مما تحمل من أفكار عن الأقصى فلا تبخل علينا بها شاركنا عضوية المنتدى وشاركنا أفكارك


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أقصانا ولا هيكل لهم

أهلا وسهلا بك في منتدى "أقصانا ولا هيكل لهم"
نرجو أن نستفيد مما تحمل من أفكار عن الأقصى فلا تبخل علينا بها شاركنا عضوية المنتدى وشاركنا أفكارك

أقصانا ولا هيكل لهم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أقصانا ولا هيكل لهم

منتدى تربوي تعليمي الغاية منه تبادل المعلومات والمعارف والخبرات وخصوصاً المتعلق منها بالمسجد الأقصى بالإضافة لمعلومات تربوية وسياسية وثقافية أخرى

أهلا بك زائرنا الكريم: وكلنا أمل أن تشاركنا الدفاع عن الأقصى من خلال انتسابك إلى منتدى " أقصانا ولا هيكل لهم " فنحن بحاجة لكل ما تحمله من أفكار فلا تبخل علينا بها ولا تتردد بالتسجيل ****** إدارة المنتدى

بمناسبة رأس السنة الهجرية نسأل الله تعالى أن تكون بداية السنة الهجرية ولادة جديدة لبلدنا الحبيب

    تاريخ اليهود

    avatar
    جمانة


    عدد المساهمات : 3
    تاريخ التسجيل : 09/11/2010

    تاريخ اليهود Empty تاريخ اليهود

    مُساهمة  جمانة الجمعة ديسمبر 03, 2010 7:25 am

    مـن هـم بـنـو إســـرائـيـل ؟

    إنهم أحفاد نبي الله يعقوب ابن إسحق ابن إبراهيم عليهم وعلى نبينا السلام واسحق كان له ابنا ن العيص والد الأصفر جد بني ا لأصفر الذين هم الروم و كل الأوروبيين لهذا سماهم العرب بني الأصفر لأن العرب أمة قبلية تصنف الناس تبعا لجدهم وليس لصفرة شعورهم كما يظن البعض والآخر يعقوب
    وبناء عليه فاليهود بنو يعقوب والروم بنو العيص
    وإن نبي الله اسحق دعا’’ للعيص ’’أن يكون نسله عدد التراب وأن لا يملكهم غيرهم وليعقوب بان تكون النبوة في نسله إلى أن يشاء الله
    نعود لسيدنا إبراهيم وهجرته من أرضه العراق إلى الشام إلى مصر ومن ثم عودته إلى الشام وتحديدا أرض ’’حبرون ’’ المسماة الخليل وكانت تلك المنطقة وما حولها مأهولة من قبل الكنعانيين والحيثيين و اليبوسيين وكانت تسمى أرض كنعان ومن ثم تناسل اسحق و من بعده يعقوب وانجب الأسباط الإثني عشر الذين هاجروا مع أبيهم إلى مصر بطلب من أخيهم يوسف عزيز مصر آنذاك وهكذا تركوا أرض هجرتهم الأولى ( فلسطين ) إلى أرض هجرتهم الجديدة ( مصر) واستوطنوا وتناسلوا بأرض مصر وبقوا أجيال عديدة حتى بدأ اضطهادهم من القبط والفراعنة حتى بعث موسى عليه السلام وهاجر بهم من مصر متجها بهم إلى الأرض المباركة فلسطين فلما وصلوا إلى أبوابها وأمروا بدخولها كان جوابهم العجيب ’’ قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها ’’ فحكم الله عليهم بحكمه : ’’ قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض ’’ فبقوا في أرض التيه أرض سيناء حيث مات نبي الله موسى وظلوا بعده ضائعين لا يستطيعون الخروج منها حتى أخرجهم الله على يد فتى موسى نبي الله’’ يوشع بن نون’’ فأخرجهم إلى الأردن

    بداية نشوء مملكتهم

    و في هذا العام قادهم إلى الأرض المقدسة فذهبوا إلى ’’أريحا’’ وليس إلى ’’القدس’’ وهناك كانت المعركة بينهم و بين العمالقة الجبارين من ’’الكنعانيين’’ ففتحوها وسكنوها . ’’وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم و سنزيد المحسنين ’’
    و أرسل الله لهم الأنبياء يقول النبي صلى الله عليه وسلم ’’ كلما مات نبي قام نبي ’’ لكنهم كانوا يعصون أنبياءهم ويعاندونهم بل يقتلونهم . عندها تمكن منهم العماليق وأخذوا منهم أموالهم و مقدساتهم ومن ضمنها التابوت و هو أقدس شيء لديهم .


    وظلوا كذلك حتى جاء زمن الملك الكنعاني ’’جالوت ’’ الذي حكم بيت المقدس وهم على أسوأ حال من التمزق . فطلبوا من نبيهم أن يجعل لهم ملكا يجمعهم و يقودهم لفتح بيت المقدس ، فاختار الله لهم ’’طالوت ’’ وجعل علامة ملكه أن يعيد الله لهم التابوت تحمله الملائكة . وبعد عناد و عصيان لم يثبت مع ,,طالوت’’ سوى فئة قليلة وقتل جالوت على يد نبي الله ’’داود’’ عليه السلام و دخلوا بيت المقدس . ثم انقسمت دولتهم بعد موت طالوت مباشرة إلى مملكتين : مملكة يهودا تحت حكم داود عليه السلام ، و عاصمتها الخليل . ومملكة الناصرة تحت حكم ابن ’’جالوت’’ و عاصمتها القدس
    وفي عام 1000 قبل الميلاد توحدت المملكتان ودخل داود القدس و جعلها عاصمة إسرائيل .وتوسعت هذه المملكة لتشمل بعضا من أرجاء فلسطين ، و لكنها لم تشملها بالكامل حيث بقي حكم الساحل للكنعانيين ( السكان الأصليون) .
    ثم توفي داود عل يه السلام عام 963 قبل الميلاد و تولى من بعده الملك ابنه سليمان عليه السلام الذي سخر الله له قوى الطبيعة و الجن و الطير و الحيوانات.ويزعم اليهود أنه النبي الذي بنى الهيكل و أنه موجود إلى اليوم .
    و الصحيح الوارد في المصادر الإسلامية أن سليمان عليه السلام جدد بناء المسجد الأقصى و لم يبن هيكلا
    و إنما جاءت كلمة الهيكل من كتب بني إسرائيل المحرفة .
    ولم تدم مملكة بني إسرائيل في القدس سوى 90 سنة ، وإن القبائل العربية استقرت في فلسطين قبل اليهود بأكثر من ألف سنة .
    حال اليهود بعد زوال مملكتهم
    تحت حكم العراقيين
    في عام 740 ق.م دخل الآشوريون فلسطين ومن بعدهم البابليون وأسروا ملك بني إسرائيل وساقوا عشرة آلاف من اليهود سبايا وعينوا عليهم حاكما يهوديا فحاول أن ينقلب على البابليين فتدخل حاكم بابل ’’ نبوخذ نصر’’ وحاصر القدس ثم دخلها عام 589 ق.م ودمر الهيكل بالكامل (كما جاء في التلمود ) وأحرق بيوت أورشليم و
    ساق أربعين ألفا من اليهود أسرى و فر الباقون أمامه إلى مصر

    بدء تدوين التوراة
    في هذه الأثناء بدأ اليهود بكتابة التوراة بعد مرور ما يقرب 700 سنة على نزولها واستمرت كتابتها عقدا طويلة قدرها المؤرخون بأربعمائة سنة ..!!

    تحت حكم الفرس
    في عام 539 ق.م سيطر الفرس على مملكة باب ل و ضموها إليهم بالكامل ومن ذلك الشام و فلسطين . وسمحوا لليهود الذين كانوا في بابل بالرجوع إلى القدس فلم يرجع منهم إلا القليل أما الغالبية فبقوا في بابل لأنها عاصمة الثروة و الرفاهية و الحضارة . فأي تعلق وإخلاص لأرض الميعاد هذا ؟؟

    تحت حكم الإغريق
    في عام 332 ق.م جاء الاسكندر المقدوني و دخل فلسطين و ظلت تحت حكمهم حتى مات الاسكندر 223ق.م فاستغل العرب الأنباط تشتت الدولة بعده فسيطروا على فلسطين وظلت تحت حكمهم مائة سنة.
    ثم ظهر السلوقيون ( جماعة من الإغريق ) و سيطروا على هذه المناطق و اضطهدوا اليهود اضطهادا شديدا ، حتى أن حاكمهم أجبراليهود على عبادة ’’زيوس’’ (أعظم آلهة الإغريق ) فانقسم اليهود فريقين :
    فريق اتبع الإغريق و يسمون ’’ اليهود الإغريقيون ’’
    و فريق تمسكوا بدينهم و يسمون ’’ المكابيون ’’
    بعد ذلك بفترة وجيزة أصدر الإمبراطور الإغريقي قرارا بإيقاف اضطهاد اليهود وسمح لهم بالعبادة ثم بدخول القدس 164 ق.م فدخلوها و هم يشعلون الشموع ثم سمي هذا اليوم ’’عيد الأنوار ’’ أو ’’هانوكا’’ والذي أصبح
    الشمعدان فيه شعارا من أهم شعاراتهم إضافة إلى النجمة السداسية.

    تحت الحكم الروماني
    في عام 63 ق.م دخل الرومان بلاد الشام ثم احتلوا القدس و عينوا كاهنا عليها و صار هذا الكاهن كبيرا لليهود .
    ثم عين الرومان ملكا لليهود يهوديا اسمه ’’هيرودس’’ و كان مواليا لهم وقاسيا على اليهود ، ولكي يثبت مكانته بين اليهود أعاد تجديد الهيكل ثم أحكم سيطرته على المنطقة وازدهرت المنطقة في عهده . وقبل ولادة المسيح بأربع سنوات توفي هيرودس ثم انتقل الحكم من ابنه إلى الرومان الذين عينوا ’’ بطلليموس’’ حاكما مباشرا على اليهود عام 6 للميلاد
    ولادة المسيح عليه السلام
    ولد عيسى عليه السلام بمعجزة إلهية ، لكن اليهود نظروا إليه نظرة شك و اتهموا أمه بالزنا .
    وكانت ديانة عيسى تيسيرا و تخفيفا على اليهود فارتفعت مكانته في قلوب الناس فحسده الكهنة اليهود على ذلك وبدؤوا يتآمرون على قتله فأصدروا قرارا بجلبه إلى المحكمة تمهيدا لإصدار حكم بالإعدام عليه ( وكان القضاء بأيديهم ) فوافقهم على ذلك بطليموس .
    ثم إن اليهود اضطهدوا المسيحيين أيما اضطهاد فصاروا يلاحقون كل مسيحي يقتلونه أو ينفونه خارج فلسطين
    ثورة اليهود
    ثار اليهود على الرومان في القدس فحاصرها الرومان حصارا دام سنين فاهتزت لذلك هيبة ا لإمبراطورية ،فلما تمكنوا من دخولها عام 70م دمروا الهيكل وجميع المدينة تدميرا كاملا ، وأسر اليهود وأخذوا من فلسطين وبيعوا في روما وكان هذا منشأ اليهود في أوربا
    وفي عام 132 م تجمع اليهود مرة أخرى وثاروا على الرومان لكن الإمبراطور ’’ إيلياء هاديفان ’’قضى على هذه الثورة ثم دمر القدس و مسح كل أثر يهودي من الأرض . و بنى بناء سماه باسمه’’إيلياء’’فاشتهرت المدينة بهذا الاسم بعد أن كانت تعرف أورشليم .ومنع اليهود من دخول المدينة حتى للعبادة .
    الإمبراطورية الرومانية المسيحية
    في عام 324 م حدث أمر عظيم وهو اعتناق الإمبراطور قسطنطين للمسيحية كما اعتنقتها والدة هذا الإمبراطور و زارت القدس وبنت كنيسة القيامة وجدد قسطنطين قرار منع اليهود من دخول القدس بعد إلغائه



    حال اليهود بعد ظهور الإسلام

    وقت ظهور الإسلام عام 610 م لم يكن لليهود دولة أو كيان حقيقي في فلسطين بل كانوا أقلية مستضعفة تحت حكم الروم البيزنطينيين

    تحت حكم الفرس ثانية
    في عام 614 م غزا الفرس فلسطين بقيادة ’’كسرى الثاني’’ وشارك اليهود في هذه المعركة إلى جانب الفرس وطردوا النصارى الروم منها ودمروا كنيسة القيامة وجرت مذبحة عظيمة قتل فيها من النصارى 60 ألف شارك فيها اليهود أيضا
    لكن الفرس بعد سيطرتهم أثقلوا جانب اليهود ولم يعطوهم شيئا

    تحت حكم الروم ثانية
    في عام 5 للهجرة 627 م قام هرقل بإعداد جيش ضخم لاسترداد القدس ، وشارك اليهود إلى جانب النصارى بعد وعود بمكافأتهم إن انتصروا تحققت نبوءة القرآن في ذلك ’’ غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون ’’ واسترد الروم القدس
    لكن النصارى بعد انتصارهم تذكروا المجزرة التي شارك فيها اليهود فبدل أن يكافئوا اليهود نكثوا معهم وقتلوا منهم خلقا كثيرا وفر الباقون خارج فلسطين . فلم يبق لهم ذكر في الأرض المقدسة .

    غزوة خيبر
    عام 7 هجري 629 ميلادي
    كانت هذه الغزوة نتيجة عدة معارك بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين اليهود بعد خيانات متوالية من اليهود .
    فدمر النبي عيه الصلاة والسلام حصونهم و أخذ أموالهم وقضى عليهم . لكنه سمح لهم أن يبقوا في أرضهم أجراء عند المسلمين ، فبقي أكثرهم و رحل قسم منهم إلى فلسطين .
    غير أنهم عادوا ونكثوا العهد مع المسلمين في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، فأجلاهم عن جزيرة العرب.
    ولما وصل الفتح الإسلامي إلى الشام وصالح أمير المؤمنين عمر أهل القدس ، طلب النصارى في الصلح منع اليهود من دخول القدس فوافقهم عمر على ذلك
    فساد هذه المنطقة هدوء واستقرار تحت الحكم الإسلامي و بخلائها من اليهود ، وبلغت غاية الازدهار في العهد الأموي حيث أكمل عبد الملك بناء المسجد الأقصى بناء كاملا و بنى مسجد قبة الصخرة وقد كلفه ذلك خراج مصر لسبع سنين
    وبقيت المنطقة على هذه الحال حتى جاءت الدولة الفاطمية التي تهاونت بل لم تتحرك أصلا للدفاع عن حاميتها القدس وسلمتها للصليبيين .

    الغزو الصليبي
    تذكر بعض الروايات التاريخية أن البابا ’’أوربان الثاني ’’ كان يهوديا ثم تستر بالنصرانية و صار يحرض الكنيسة الكاثوليكية على الحروب الصليبية ضد المسلمين وبدأ ينشر شائعات عن أذى المسلمين للحجاج المسيحيين و عن اعتداء المسلمين على قبر المسيح وعلى المقدسات المسيحية. فألهب مشاعر الأوربيين النصارى و قامت دعوات كبيرة من فرنسا وإيطاليا تطالب ببدء هجوم عسكري نحو بيت المقدس .
    بدأ الصليبيون يتوغلون في الأقطار الإسلامية يدفعهم الحماس الديني ، حتى وصلوا إلى القدس وحاصروها 42 يوما ثم سقطت في أيديهم عام 492 هجري 1099 ميلادي وقد دفعهم الحقد الديني إلى ذبح الناس في الشوارع دون تمييز بين صغير و كبير أو رجل وامرأة أو عاجز أو مسن فذبح من ذبح في أرض القدس والتجأ 100 ألف من الشباب و الأطفال والشيوخ في ساحة الأقصى فلاقوا نفس المصير .


    ودام الوجود الصليبي في فلسطين 200 سنة وهي الفترة التي خلدت اسم المجاهد المصلح نور الدين زنكي ، الذي قام بعملين عظيمين : نشر الإصلاح الاجتماعي ، وإعداد جيش لبدء تحرير المنطقة . ثم اسم القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي الذي تابع مسيرة عمه (نور الدين ) وحقق أمله و قاد الأمة لتحرير القدس عام 583 هجري 1187ميلادي ثم استمر في تحرير مناطق أخرى من الشام .
    ثم جاء بعده عدد من الملوك الصالحين ، إلى أن جاء الملك ’’قلاوون ’’ وحاصر عكا ثم فتحها ابنه و حرر باقي أرض فلسطين معلنا إنهاء الوجود الصليبي فيها عام 689 هجري 1290 ميلادي.
    تحت الحكم المملوكي
    بعد خروج الصليبيين من المنطقة ظلت الشام و فلسطين ومصر و الحجاز و بلاد المغرب تحت حكم المماليك وقد نعم اليهود خلال فترة الحكم المملوكي بالأمان والعدل والتسامح الديني و حسن التعامل ، ليس فقط في فلسطين ولكن في كل الأرجاء

    تحت الحكم العثماني

    انتهى الحكم المملوكي في الشام و فلسطين على يد العثمانيين في معركة مرج دابق عام 920 هجري - 1514 ميلادي و ذلك في عهد السلطان سليم الأول . وبعد هذا الانتصار انتبه السلطان سليم الأول لتحركات اليهود الخطيرة في فلسطين فأصدر قرارا في سنة 1516 يحرم هجرة اليهود إلى فلسطين ، لأنه أحس بتوجههم للسيطرة مجددا على الأرض المقدسة وسمح لهم أن يسكنوا ما شاؤوا من الأراضي العثمانية عدا سيناء وفلسطين.
    ولما تولى السلطان سليمان القانوني الحكم عام 1537 م كان اليهود في هذا الوقت قد طردوا من إسبانيا و زاد اضطهادهم في أوربا ، فسمح لهم العثمانيون بالسكن والإقامة في أي مكان شاؤوا من الأراضي العثمانية عدا الأرض المقدسة فكان هذا منتهى التسامح .

    يهود الدونمة
    لكن اليهود لم يركنوا طويلا لهذا التسامح و ظهر اول تنظيم جديد لهم عام 1665 م على يد يهودي تركياسمه ’’تاسفي ’’ ، بدأ يجمع اليهود الاتراك و ينظمهم للمطالبة بالعودة إلى فلسطين ، وزادت جرأة هذا التنظيم حتى خرجوا في مظاهرات صاخبة في تركيا . فأمر السلطان بالقضاء على هذه الحركة ، عندها طلب تاسفي من اليهود أن يتظاهروا بالإسلام . و نشأت حركة يهودية جديدة سرية باسم ’’ يهود الدونمة’’ وترقى أتباع هذه الحركة في المناصب العثمانية حتى وصلوا إلى مناصب عظيمة و حساسة .
    أيام السلطان عبد الحميد

    ولما وصل السلطان إلى الحكم عام 1874 م وجد أن اليهود قد بلغوا شأنا عظيما وقد وصل عددهم إلى 140000 يهودي و استطاعوا أن ينشئوا أول مستعمرة لهم في ’’بيتاح تكا’’ . فبدا السلطان يراقب حركتهم عن كثب . وجعل فلسطين تحت حكمه المباشر.
    وفي هذه الفترة كان اليهود يخططون لاغتيال القيصر في روسيا لكنه نجا من محاولة الاغتيال هذه و قام على أعقابها بحركة انتقام وقمع شديد ضد اليهود لإخراجهم من روسيا ،و هنا ظهرت حركة اللاسامية وكانت أعدادهم في روسيا تقدر بالملايين . لكن العدد الأكبر كان في أوربا ، فضغط يهود أوربا على الحكومات الأوربية لاسترحام الإمبراطورية العثمانية لكي تسمح لهم بالدخول إلى أراضيها . وتحت هذا الاسترحام وتحت التسامح الديني سمح السلطان عبد الحميد بالسكنى في الأراضي العثمانية عدا فلسطين التي كان مسموحا لهم من قبل الإقامة فيها .
    وعلى هذا هاجر من روسيا نحو الدولة العثمانية ما يقارب 2,5 مليون يهودي و تركز أكثرهم في تركيا ، ولم يستطع أن يتسلل منهم إلى فلسطين سوى 155 ألف يهودي ما يشكل نسبة 2%من مجموع المهاجرين .
    ثم استطاع متسللون يهود جاؤوا من أوربا أن يؤسسوا أول مستعمرة لهم في فلسطين وذلك بسرية وهدوء شديدين.
    و كنتيجة طبيعية لتواجد اليهود الجماعي حصل صدام مسلح بين الفلاحين الفلسطينيين و المستوطنين اليهود ، فتنبه السلطان لهذا الخطر فضم فلسطين إلى حكمه المباشر مرة وبدأ يضغط على اليهود لإخراجهم من فلسطين . ثم أصدر قانونا عثمانيا عام 1888 م يمنع الهجرة اليهودية الجماعية الى الأراضي العثمانية ، و منع الزائرين من البقاء في فلسطين أكثر من ثلاثة أشهر حتى الفرادى منهم .
    وبعد استقرار الأمر في فلسطين عهد إلى خديوي مصر بمتابعة شؤون الساحل في فلسطين ، فاستغل اليهود الألمان ضعفه فبدؤوا يهاجرون إلى فلسطين . فانتبه السلطان لهم مرة أخرى و أرسل قوة عسكرية من تركيا لطردهم من الساحل الفلسطيني ،وأصدر قرارا بمنع بيع الأراضي لليهود. رغم كل الضغوطات الغربية عليه للتراجع عن كل هذه القرارات
    كان السلطان يحاول بكل جهده أن ينهض بالدولة العثمانية لتواجه محاولات اليهود لاستيطان فلسطين ، ولمنع انهيار الإمبراطورية الذي تسعى إليه الدول الغربية، وحاول أن يربط أجزاء العالم العربي ، فضاق اليهود ذرعا به فحركوا ’’جمعية تركيا الفتاة ’’ و ’’حزب الاتحاد والترقي’’ وخلعوه
    حال اليهود في أوربا
    اضطهاد اليهود في أوربا
    في ذات العام الذي انتهى فيه الوجود الصليبي في فلسطين أمر الملك ’’إدوارد الأول’’ بطرد اليهود الكفار (كما ورد في قرار الطرد) من بريطانيا.
    واستمر اضطهاد اليهود في جميع أنحاء أوربا ، ففي العام 1306 قام ’’فيليب’’ ملك فرنسا بطرد اليهود وخيرهم بين الدخول في النصرانية أو القتل أو السجن أو النفي ، فأصدر حاخام فرنسا أمرا لليهود بالتظاهر بالنصرانية ، وأن يتركوا الزراعة والصناعة ويلتفتوا للتجارة . فارتفع شِان اليهود في المجتمع الفرنسي و علا شأنهم .


    حركة الإصلاح الديني المسيحي
    وبالعودة إلى حركة الإصلاح الديني التي انتشرت في أوربا التي أسسها ’’مارتن لوثر’’ عام 1789م و التي عرفت باسم حركة ’’البروتستانت’’ نجد روايات تاريخية تؤكد أن هذه الحركة أنشأها اليهود ونظموا لانتشارها وتوسعها .
    وكانت فكرتها التركيز على الإيمان بالعهد القديم ( وهو القسم الذي يحمل تعاليم موسى من الإنجيل ) و روج أتباع هذه الحركة أن اليهود هم السكان الحقيقيون لفلسطين ، أن دور النصارى مساعدة اليهود بالعودة إلى فلسطين ،وانتشرت هذه الحركة سريعا في أنحاء أوربا ، ثم ازدادت قوتها عند قيام الثورة الفرنسية حيث تبنت الثورة المذهب البروتستانتي وأيدت أفكاره . ثم انتشرت مبادئ الثورة الفرنسية في جميع أنحاء أوربا .
    و هكذا نجحت حركة التظاهر بالنصرانية في الوصول إلى المناصب العليا في أوربا بعد اضطهاد شديد وحروب طويلة عانى منه اليهود، على عكس ما تلقاه قرنائهم في بلاد المسلمين من التسامح تحت الحكم العثماني

    وعد نابليون
    استطاع نابليون ان يكتسح أوربا سنة 1798 م ووعد اليهود في أوربا بإقامة وطن لهم في فلسطين ليكسب دعمهم، ثم توجه إلى مصر واستطاع احتلالها بفترة وجيزة .ولما اكتشف هذا الضعف الذي حل بالعثمانيين ، تحرك فورا لاحتلال فلسطين ،ولم يجد أيضا مقاومة تذكر .
    لكن بريطانيا خافت من التوسع الفرنسي فحركت أسطولها نحو فلسطين وقدمت المساعدة للقوات العثمانية المتواجدة في فلسطين ، و ذلك بغية إضعاف الطرفين ، ودعم اليهود نابليون لأنه قدم لهم وعودا .
    ثم أصاب جنوده وباء خطير فانسحب من فلسطين إلى مصر ثم انسحب من مصر
    هرتزل والحركة الصهيونية

    في عام 1314هجري– 1896 ميلادي ظهر رجل يهودي ذو أصل مجري وأعلن تأسيس رابطة الاستعمار اليهودي في فلسطين وأصدر كتابه الدولة اليهودية .
    وفي العام التالي لما أفلست الدولة العثمانية بعد حربها ضد اليونان ، تحرك هرتزل وعرض على السلطان عبد الحميد عبر السفير العثماني في فيينا تبرعا ماليا يهوديا ضخما نظير السماح بهجرة اليهود إلى فلسطين فجاء الرد السلطاني : ’’ إنني لا أستطيع التخلي عن شبر واحد من فلسطين لأنها ليست ملك يميني بل ملك شعبي ،لقد ناضل شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه ’’
    أدرك هرتزل أنه لا يمكن دخول فلسطين في ظل وجود السلطان عبد الحميد ، فأعلن عن عقد أول مؤتمر صهيوني في مدينة بازل في سويسرا و أنشأ المنظمة الصهيونية العالمية عام 1897م ومن قراراته أن ليس لليهود وطن إلا في فلسطين وأنه إذا استمر السلطان في الرفض فإن اليهود سيعملون على تحطيم الدولة العثمانية.
    ثم توالت المؤتمرات الصهيونية و تم إنشاء البنك اليهودي ، لكن هرتزل مات عام 1904 قبل أن يحقق مآربه .

    كل هذه الأحداث وغيرها أدت إلى قيام الحرب العالمية الأولى التي كان المستفيد الأكبر منها هم اليهود وحدهم .

    اليهود بعد الحربين العالميتين
    الحرب العالمية الأولى
    في الشهر الثامن عام 1914 م بدأت الحرب العالمية الأولى ،ودخلت الدولة العثمانية الحرب إلى جانب ألمانيا وقد أدخلت الحرب بإيعاز من يهود الدونما لإسقاطها ، ووقف العرب إلى جانب الأتراك على الرغم من العداء المستفحل بينهم .
    الثورة العربية الكبرى
    كانت بريطانيا أثناء الحرب العالمية الأولى تفاوض الشريف حسين للقيام بالثورة وتعده بقيام دولة عربية مستقلة تحت إمرته بعد انتهاء الحرب . وفي نفس الوقت بخبث ودهاء تبرم اتفاقية مع حليفتها فرنسا هي من أخطر المؤامرات التي مرت على العالم العربي و التي عرفت فيما بعد باتفاقية سايكس بيكو . حيث كانت حصة بريطانيا العراق والأردن و منطقة حيفا أما سوريا ولبنان لفرنسا أما فلسطين فتحت إشراف دولي .
    وعندما قامت الثورة كان الجيش العربي والجيش البريطاني يتسابقان لدخول الشام وقد دخلا فلسطين معا و كذلك دمشق في يوم واحد . وقبل أن تدخل بريطانيا القدس اصدر بلفور وعده لليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين عام 1917 م
    و بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى1618 م كان الوضع العربي ممزقا ،غير أنه لم يمنع من قيام ثورة العشرين 1920 التي سحقتها بريطانيا ومن ثم عينت وزير داخليتها اليهودي ’’هيربرت صموئيل’’ أول مندوب سامي على فلسطين . فشرع فورا بتنفيذ المشروع الصهيوني وأعلن السماح ببيع الأراضي لليهود كما سمح لهم بالهجرة. وبعد هذه الثورة بعام قامت ثورة يافا ، كما بدأ التحرك السياسي في هذا المجال ، وبعد ذلك قام الشيخ عز الدين القسام بتأسيس الحركة الجهادية الإسلامية .لكن بقي العمل السياسي مستمرا خلال هذه الفترة وكان من تزعم الوفود السياسية الحاج كاظم الحسيني ( والد عبد القادر الحسيني) وكان مفتي القدس الشيخ أمين الحسيني يحاول أن يمزج بين العمل السلمي والجهادي .
    اما على الجانب الآخر فقد شكلت بريطانيا القوات المسلحة العسكرية اليهودية ’’الهاجانا ’’ ومن ثم انشقت عنها منظمة ’’الأرجون ’’ وهي أكثر تطرفا وتعصبا من سابقتها و بدأت بتجميع الأسلحة و العتاد .
    الحرب العالمية الثانية
    ولما اشتعلت الحرب العالمية الثانية واكتسحت ألمانيا عدة دول أوربية و تعرض اليهود للضغط النازي ، بدأ اليهود بالتهويل و الدعاية لما حدث لهم ،و بدأ يظهر الدعم الأمريكي لليهود بالإضافة إلى الدعم البريطاني لإنشاء الوطن القومي لليهود فانفجرت الهجرة اليهودية إلى فلسطين حتى بلغت 90 ألف مهاجر خلال الحرب .
    عام النكبة
    إن الأحداث المتعاقبة على الأمة العربية ، و العمل المكثف من اليهود و الدعم الدولي لهم ، كل هذه الظروف مهدت لحدوث النكبة .ففي عام 1948 قامت قوات الهاجانا باحتلال قرية القسطل و هي من أخطر المواقع في فلسطين . لكن عبد القادر الحسيني لم يستسلم و توجه إلى القسطل وليس معه سوى 56 مجاهدا بعد أن خذلته جامعة الدول العربية وطلبت منه ألا يتحرك نحو القسطل رغم وجود أحد الجيوش العربية داخل فلسطين ، و بإصراره البطولي تم تحرير القسطل و فيها استشهد، وباستشهاده أعادت الهاجانا احتلالها و احتلت قرى أخرى ثم قامت بمذبحة دير ياسين إضافة إلى مذابح أخرى مشابهة أغفلها الإعلام كما قامت بتهجير سكان الكثير من القرى الفلسطينية تحت قوة السلاح .
    إلى أن جاء اليوم الخامس عشر من أيار 1948 م أعلن ’’ بن غوريون ’’(أول رئيس وزراء صهيوني ) أعلن قيام دولة إسرائيل ....
    وهذا اليوم هو يوم انتهاء الانتداب البريطاني و وموعد دخول القوات العربية ، ودخلت القوات العربية وتم نزع السلاح الفلسطيني بحسب الاتفاق العربي البريطاني ، واستطاعت هذه الجيوش أن تحقق انتصارات و تحرر عددا من القرى والمدن مثل أريحا و غزة و بئر السبع و جنين كما سيطرت على القدس القديمة و حاصرت 100 آلف من اليهود في القدس الغربية .
    ثم في 22 -5 وجه مجلس الأمن نداء لوقف إطلاق النار فأذعنت الدول العربية تحت الضغط الدولي لهذا النداء و أمرت قواتها بالهدنة . وفي اليوم التالي من الهدنة افتتح اليهود 75 مركزا تدريبيا في أوروبا وتوافدت الإمدادات الضخمة الأمريكية و الأوربية على اليهود .
    ولما انتهت الهدنة واستؤنف القتال فوجئ العرب بضخامة العتاد اليهودي فتراجعت أمامه ثم ما لبثت أن انسحبت ودخلت في هدنة ثانية .
    ثم قامت عمليات عسكرية فلسطينية ضد اليهود فرد عليها اليهود بهجمات مكثفة توالى بعدها سقوط المدن الفلسطينية .
    ومن النتائج الخطيرة لهذه النكبة تشريد 500ألف فلسطيني ، و أصدر مجلس الأمن قرار الهدنة الدائمة و وافقت عليها الدول العربية و هكذا تمت عملية بيع فلسطين .
    وتم ضم الضفة الغربية إلى الأردن وهي تشكل 22% من فلسطين كما تم ضم غزة إلى مصر وهي المنطقة الكثيفة جدا بالسكان رغم أنها لا تشكل إلا 1,5% من أرض فلسطين . لكن العرب ما لبثوا أن خسروها في نكسة 1967 وخسروا معها سيناء والجولان .
    رؤية مستقبل اليهود
    خاتمتهم في القرآن :
    • التشريد في الأرض ( وقطعناهم في الأرض أمما )
    • الذل الدائم ( ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله و حبل من الناس وباؤوا بغضب من الله و ضربت عليهم المسكنة )
    • العذاب الدائم ( وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب )
    • العلو مرتين و الهزيمة الأخيرة ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين و لتعلن علوا كبيرا . فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لناأولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا . ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا . إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا )
    إن معظم المفسرين فسروا آيات سورة الإسراء أن علو بني إسرائيل قد حصل مرة ولم يحصل المرة الأخرى ويعتبرون أن المرة الأولى هي علوهم في زمن الملك البابللي نبوخذ نصر ، لكن ذلك مخالف للسياق القرآني و التاريخي وذلك لأسباب:


    1- الملك البابللي نبوخذ نصر لم يكن من عباد الله فقد كان كافرا والله يقول (عبادا لنا ) ويقول بعدها ( ثم رددنا لكم الكرة عليهم ) ( فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم ) و هذا يدل على أن الذين يغلبون اليهود أول مرة هم أنفسهم الذين سيدخلون المسجد للمرة الثانية ونبوخذ نصر لم يدخل المسجد مرة ثانية فلا يمكن تفسير المرة الأولى به .
    2- فسر بعض الناس الدخول الأول بأنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهذا مناف للصواب لأنه دخل القدس على النصارى ولم يدخلها على اليهود .
    3- وهناك جمع من العلماء المعاصرين يرون أن المرة التي نعيشها اليوم هي العلو الأول .
    4- المعركة الفاصلة مع اليهود التي أشار إليها الحديث الذي يرويه الشيخان ( لاتقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقاتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر فيقول الحجر و الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ) وجاء في إحدى الروايات (تقاتلون اليهود أنتم شرقي النهر وهم غربيه ) فإذا ً المعركة الفاصلة ستكون بالحدود الحالية هم في الضفة الغربية و نحن في الضفة الشرقية
    و هناك من يرى أن هذه المعركة ستكون بعد العلو الثاني .

    فاللهم عجل بنصرك الذي وعدت لعبادك




    وشكرا

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 12:06 pm